الفنون الجميلة صناعة أو إنجاز منتجات جميلة، أو منتجات ترضي، بطريقة ما، الذوق الجمالي عند الإنسان. فالناس يتوقعون أن يستمتعوا بالقصيدة أو اللوحة أو المعزوفة الموسيقية لذاتها وليس لمجرد كونها وسيلةً لشيءٍ آخر. كذلك يتوقعون أن تؤدي الأعمال الفنية الجديدة إلى تطوير عقولهم وأحاسيسهم، عن طريق تعبيرها عن أحسن أفكار الموهوبين والعظماء.
تصنيف الفنون الجميلة. تشمل الفنون الجميلة في مفهومها الواسع الموسيقى والأدب والأوبرا والباليه، وكذلك التصوير التشكيلي والنحت والعمارة وفنون الزخرفة. ولايسعى الفنانون دائمًا إلى جعل الأشياء جميلة أو مرضية، بل قد يهدفون أحيانًا إلى جعلها مدهشة أو مثيرة للجماهير إلى حد السخط أو الشفقة، وقد يتمكنون من ذلك عن طريق عرض المآسي والشرور أو الجوانب القبيحة في الحياة.
وتقتصر الفنون الجميلة بمفهومها الضيِّق، على الفنون التي تُعجِب الذوق الجمالي من خلال حاسة البصر فقط. وتشمل هذه الفنون التصوير التشكيلي والنحت والعمارة وتصميم المناظر الطبيعية والأثاث والخزف والمجوهرات والنسيج. ويُوجد في العديد من الجامعات أقسامٌ خاصة للفنون الجميلة تُدرِّس هذه الفنون فقط. ولكن معظم المختصِّين في الوقت الحاضر، يُفضِّلون أن تسمَّى هذه الفنون الفنون البصرية، ويُصنِّفُون الموسيقى والأدب الإلقائي مثل التمثيل المسرحي تحت الفنون السمعية. ويضع بعض المتخصصين الموسيقى والرقص والفنون المسرحية في مجموعة واحدة هي الفنون الأدائية، لأنها يجب أن تؤدَّى إما عن طريق الفنانين الأحياء أو عن طريق الوسائل الآلية مثل الأفلام وأسطوانات التسجيل. ويُصَنِّف كثيرٌ من خبراء الفن التصوير التشكيلي والنحت والعمارة في مجموعة واحدة هي الفنون التشكيلية؛ لأنها تتألف من أشياء صُلبة. وتُسمَّى الأعمال الفنية التي لاتتحرك الأعمال الساكنة، وتشمل معظم أعمال التصوير التشكيلي والنحت والعمارة، بينما تُسَمّى الأعمال الفنية المتنقلة الأعمال المتحركة مثل أعمال النحت المتحركة وأفلام الرسوم المتحركة. وفي بعض الأحيان، تُسمَّى صناعة العطور والطبخ فنون الحواس الدنيا، ولكنها نادراً ما تُصَنَّف على أنها فنون جميلة.
التصنيفات القديمة. يعتقد كثير من الناس أن هناك سبعة فنون جميلة. وقد نشأ هذا الاعتقاد في العصور الوسطى، عندما جمع علماءُ تلك العصور سبعة أنواع من المعارف في مجموعة واحدة يدخل معظمها فيما نسميه اليوم علومًا. وتشمل هذه المجموعة قواعد اللغة والجدلية الهيجلية (نوع من علم المنطق)، والبلاغة والحساب والهندسة والموسيقى والفلك.
ويقوم رأي قديم آخر على فكرة فصل الفنون الجميلة عن الفنون النافعة؛ لأن الفنون الجميلة يُفتَرض فيها أن تكون جميلة فقط وليست نافعة. وقد ظهر هذا الاعتقاد في تلك العصور عندما كان الناس يَروْن أن السادة والسيدات يجب ألا يستعملوا أيديهم في أي من الأعمال النافعة، إلا أن قليلين في المجتمعات الديمقراطية في وقتنا الحاضر، هم الذين يؤيدون هذا الرأي. فنحن ننظر إلى العمارة وتصميم الأثاث والأعمال الخزفية على أنها من الفنون الجميلة حتى وإن كانت منتجاتها نافعة، وذلك عندما يستعمل الفنانون تصميمًا جيدًا، ويجعلون منتجاتهم مرضية لأعيننا وآذاننا وعقولنا. وكان اليونانيون والرومانيون يسمون جميع المهارات النافعة فنونًا بما في ذلك الزراعة والعمل في المناجم والطب، ولكننا ننظر إلى المئات من الفنون طبقًا لتعلقها بالجمال والإغراء الجمالي، بصرف النظر عن فائدتها العملية.
رماد الروووووح