لأهل غزة أهل الرباط ، أقول :
في الجنة العليا نِسَا أبكار ** يَرْقُبْنَ أزواجا بغزة صاروا
و بها عيون لا يكف مَسِيرُها ** كدمائها حين اللهيب يُثار
و على مشارفها الردى مُترقبٌ ** أمسى له من أهلها أنصار
جندٌ بموتٍ أسودٍ متلَثَّم ** نُقِشَتْ على أجسادهم آثار
يا أيها الأنذال إنا ثلة ** الموت صاحبنا فلا نختار
فعل الجهاد مياهُنا و غذاءُنا ** و الْكَهْرَبا قرآنُنا المِطهار
بِيَدٍ ترى القرآن يسمو ذكره ** و يد مسلحة ، بها إصرار
في غزة اجتمع الجحيم بعينه ** و بها النعيم في عزها الجبارُ
تتناقل الأخبار أهوالا بها** فكأنها لدوامها أذكار
فترى بها الخنساء ترثي طفلها ** و صمودُها حارت له الأفكار
و جنائز الشهداء صارت لعبة ** للطفل، واليَدُ قَبْضُها الأحجار
و مواكبُ الرحمان تحمل نصرَنا ** فوق السماء ، لنا بها أبشار
ضع نقطة و ارجع ، فهذي غزة ** لا تعجبن فربها القهارُ
النصر دَوَّنَهُ بلوحٍ طاهرٍ ** أهلُ الرباطِ أناسُه الأطهار