سرقت اللالئ من محاراتها وبيعت في اسواق النخاسين بأبخس الاثمان وصنعت منها العقود والقلائد الاسيرة الذليلة الفاقدة لهويتها والتائهة في الطرقات .
نعيش في زمن لم نعد نسمع فيه صوت الحق وضاع صوت النذير بين نباح الاعداء وعواء المنافقين وفي خضم هذه الاحداث وبين التفريط والافراط وتعالي الاصوات مع اختلاف الاراء كل مهتم يدعي انه على حق , شوهت معالم الطريق التي تقودنا الى تحقيق اهداف سامية تخدم متطلباتنا كأناس نعيش في هذه الدنيا .
كبت , قيد ,كلمات كثيرا ما نسمعها عند الحديث عن المرأة وحريتها فبين المناداة بالافراج عن الحمامة الحزينة واطلاق سراحها لتنطلق وهي تغني (حريتي حريتي ما اجملك) وبين التهميش والنظرة الدونية واستعلاء الرجل واحكام الرباط على الاعناق المساقة والافواه المكممة الا من بقايا تمتمة (سمعا وطاعة) , ضاعت الحلقة الاساسية التي وضعها الدين والمجتمع لتنظم عقدا تكفل بجمع درره ونظمه بما يكفل لروح المجتمع سعادته الابدية وتسببت بانفراطه .
ولما لهذا الانفراط وضياع الحلقة الهامة منه المتكفلة باسعاد المجتمع وضمان حقوقه من اثر السوء عليه , اجتهد الجميع في البحث عنها فمنهم من تاه عنها وقام باستبدالها بحديدة صدئة شوهت منظر العقد وجعلته عرضة للانتقاد ممن لم يرتدوه ابدا ومنهم من وجدها غير انه لم يبالي بها ولم يهتدي الى المكان والكيفية التي يجب ان يضعها فيها فبدى العقد متدليا يقول لمرتديه (أخلعني) , وهناك من ابتهج لفقدانه وراح يلعب في الدرر يقدم هذه ويؤخر تلك حسب ما تشتهيه نفسه ويملي عليه هواه .
في انفراط العقد ضياع وفقدان وتشتت لكن بالرغم من كل ذلك نستطيع ان نعيد جمع حباته لنعيدها كعهدها السابق شرط ان لا يكون العقد خانقا .