غروب الشمس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


غـــــــــــــــــــــروب الشـــــــــــــــــــــــمس
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حنظلة في لوحات ناجي العلي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ران_الفراشة الحالمة
عضو فعال
عضو فعال
ران_الفراشة الحالمة


عدد المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 20/03/2009
العمر : 31

حنظلة في لوحات ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: حنظلة في لوحات ناجي العلي   حنظلة في لوحات ناجي العلي I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 08, 2009 7:35 am

دائماً ، في رسومات ناجي العلي يواجهنا ذلك الطفل الذي غالباً ما أدار ظهره للقاريء ، وهو بلا صفحة وجه ..وهو بملامح موجزة ، ولكنه طفل بسيط ساذج ، مضحك ، مبك في أحوال أخرى ..

وفي المحصلة هو الوجدان الجمعي والشاهد والقاص ، وهو في مراحله الأخيرة الطفل الذي خرج عن كونه كل ذلك ليضيف سمه جدية ، هي سمة المشارك في الموت وفي المواجهة ، وهذا حاله في الكاريكاتور الذي حمله فيه ناجي العلي مشاعره وهمومه ونزوعاته وصوته الذي بات يعلو من خلال رفع هذا الحنظلة للسيف – المنتهي بريشة قلم :

يقول ناجي العلي:

ولد حنظلة في العاشرة من عمره، و سيظل دائماً في العاشرة ، ففي تلك السن غادرتُ الوطن، وحين يعود، حنظلة سيكون بعد في العاشرة، ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك ... قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه، إنه استثناء لأن فقدان الوطن استثناء ،.. وستصبح الأمور طبيعيةً حين يعود للوطن ..لقد رسمته خلافاً لبعض الرسامين الذين يقومون برسم أنفسهم ويأخذون موقع البطل في رسوماتهم ... فالطفل يُمثل موقفاً رمزياً ليس بالنسبة لي فقط ... بل بالنسبة لحالة جماعية تعيش مثلي وأعيش مثلها. .. قدمته للقراء واسميته حنظلة كرمز للمرارة، في البداية قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كوني إنساني.

أما عن سبب إدارة ظهره للقراء فتلك قصة تُروى: في المراحل الأولى رسمتُه ملتقياً وجهاً لوجه مع الناس، وكان يحمل "الكلاشنكوف" وكان أيضاً دائم الحركة وفاعلاً وله دور حقيقي: يناقش باللغة العربية والإنجليزية، بل أكثر من ذلك فقد كان يلعب "الكاراتيه" .. يغني الزجل ويصرخ ويؤذن ويهمس ويبشر بالثورة.

وفي بعض الحالات النادرة، وأثناء انتفاضة الضفة الغربية، كان يحمل الحجارة ويرجم بها الأعداء، وأثناء خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت كان يقبّل يد هذه المدينة الجريحة مثلما كان يقدم الزهور لها. .

كنت أحرض الناس .. بعفوية الطفل الذي عقد يديه خلف ظهره ، ولكن بعد حرب أكتوبر 1973 " كتفته" باكراً لأن المنطقة ستشهد عملية تطويع وتطبيع مبكرة قبل رحلة " السادات " ... من هنا كان التعبير العفوي لتكتيف الطفل هو رفضه وعدم استعداده للمشاركة في هذه الحلول ، وقد يعطى تفسيراً أن لهذا الطفل موقفاً سلبياً ينفي عنه دور الإيجابية، لكنني أقول: إنه عندما يرصد تحركات كل أعداء الأمة، ويكشف كافة المؤامرات التي تحاك ضدها، يبين كم لهذا الطفل من إسهامات إيجابية في الموقف ضد المؤامرة ... وهذا هو المعنى الإيجابي. ..أريده مقاتلاً ، مناضلاً و.. حقيقة الطفل أنه منحازٌ للفقراء، لأنني أحمل موقفاً طبقياً، لذلك تأتي رسومي على هذا النحو ، والمهم رسم الحالات والوقائع وليس رسم الرؤساء والزعماء.

إن"حنظلة"شاهد العصر الذي لايموت.. الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن يغادرها أبداً .. إنه الشاهد الأسطورة ، وهذه هي الشخصية غير القابلة للموت ، ولدت لتحيا ، وتحدت لتستمر ، هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي ، بالتأكيد ، وربما لا أبالغ إذا قلت أني قد أستمر به بعد موتي ) .

هذا هو فهم ناجي العلي لـ :"حنظلة " ودوره في الأحداث من خلال رسوماته فــ "حنظلة " الذي انطلق حاملاً " كلاشينكوفاً" ثم عقد يديه مديراً ظهره مابعد عام 1973 ، هو الوجه الأساسي لناجي العلي في قراءته السياسية للواقع العربي ، وفي ترصده لهذا الواقع والغعلان عنه ، ولربما تسنت لــ"حنظلة " فرصتان اثنتان كان خلالهما الحديث اليومي للشارع العربي و" باروميتر" سياسة الفوق العربي . وهما الخطوة الأوضح التي قادها " انور السادات " باتجاه إسرائيل والصلح معها وفق اتفاقيات كامب ديفيد حيث أخذ "حنظلة " على عاتقه الوقوف بوجه هذا الماسر السياسي ، والخطوة الثانية : هي دخول المفاوض الفلسطيني حلبة الصلح مع " إسرائيل والتراجع عن برنامج التحرير" ...

وعلى هذا المفترق أحس "حنظلة " واحد بقادر على المواجهة ، فظهرت في لوحات ناجي العلي روؤس متعددة لـ "حنظلة "وظهرت في الرسومات المتأخرة لناجي العلي علامات النبؤة بحتمية الرصاصة الغادرة ، فأطلق "حنظلة " ليصرخ معلناً صريحاً بأن كاتم الصوت يقترب من رأسه المدور ...

ولو تمعنا جيداً في "حنظلة " : هذا الثابت المتحرك في لوحات ناجي العلي ، هذه الشخصية المعبرة في معظم رسوم ناجي العلي عن أشد المواقف حراجة بجرأة منقطعة النظير عبر الحركة والصراخ والتعليق الساخر المتكامل مع شخصيات اللوحة وطبيعة الحدث ومفارقاته ، لوجدنا أنها تعني أيضاً الطفل العربي المطحون والمصادر الطفولة بفعل الفقر والحرمان والجهل والإحباط والمرض والشقاء .. إن "حنظلة " هو الجيل القادم بكل ما أورثناه إياه من عناء وهزائم وتخلف ... إنه ضمير هذه الأمة الحي وصوت البراءة الطفولية الذي لا يهادن ، بل يعطى الأشياء ألوانها ومسمياتها الحقيقية فلا مكان للمجاملة – وعن سابق وعي وإدراك - فالأبيض أبيض والأسود اسود ، يقول للعميل : أنت عميل ، وللمنحرف : أنت منحرف ، وللانتهازي : أنت انتهازي ، وللمستغل " بكسر الغين " : أنت مستغل .. هكذا وبدون مقدمات وبلا وجل .. تماماً مثلما يعبر عن حبه وتلاحمه مع الوطني والمخلص والشريف عبر الحركة أو الكلمة ...

فهو طفل يقاوم مع الأطفال الفلسطينين بالحجارة ، وهو المعبر عن خبه للبنان ومصر في العديد من اللوحات ، وهو الجالس باطمئنان على قدم " الرجل الطيب" بينما الأخير يخط لوحة بسكين كتب عليها :

" ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيا " وهو الراكض بلهفة ماداً ذراعيه عندما يشاهد تلك تلك القبضة الرافعة لعلم فلسطين تشق الأرض لترتفع بعنفوان .. تماماً كما هو ذلك المحتج الرافض والمهاجم بريشته التي تشبه السيف " الميكروفونات " متعددة الأشكال والأحجام ، صارخاً بعبارة خالدة " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " .

هو أيضاً في لوحة أخرى وفي ذكرى معركة حطين يقول : " كانوا اغتالوه " رداً على الرجل الطيب الذي تمنى لو كان صلاح الدين حياً ..

إنه القائم بالفعل في لوحات كثيرة منها رجمه الصهتينة بالحجارة ، وحمله " الكلاشنكوف" ورجمه للنجمة السداسية بالحجارة ، ورفعه علم فلسطين مكان العلم الإسرائيلي .. إلخ ..

صور كثيرة ، كثيرة ، توضح إلى حد بعيد الدور الإيجابي لهذا الـ "حنظلة " الذي لم يكن صدفة حافي القدمين ، مرقع الثياب ، تخرج من رأسه المدور بضع شعيرات مستقيمة تشبه انبعاث الأشعة .. فــ "حنظلة " هو ابن الشعب والمنتمي لطبقة المسحوقين والمحرومين والمظلومين والمشردين والمضطهدين ـ الذي تعج بهم ساحتنا العربية ـ إنه الشخصية المنتمية لقضاياهم والموجهة لهم على طريق الخلاص .. فالشعيرات التي تنطلق من رأسه المدور كالإشعاع في خطوط مستقيمة إنما تعطي الإنطباع بأن "حنظلة " يحمل في وعيه موقفاً ينير الدرب لهذا الطبقة الكادحة المضطهدة وجرأته وتحديد الصارخ للجلادين والقتلة والمستغلين ( بكسر الغين ) والمحتلين ، بل وعبر تحديه للموت في شتى صوره ..


فها هو "حنظلة " الفاعل والمؤثر والمحرض ، "حنظلة " الشاهد والقاص ، "حنظلة " الضمير الحي ، "حنظلة " ابن الجماهير الذي يكتف يديه معطياً ظهره للقاريء لأنه لا يعرف ان ظهره محمي من أبناء الشعب الذين يقرأون خطابه اليومي المعبر عن تطلعاتهم وآمالهم .

نقلاً عن كتاب الموضوع والأداة في فن ناجي العلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الجريحة
مشرف
مشرف
الجريحة


عدد المساهمات : 754
تاريخ التسجيل : 15/02/2009
العمر : 33

حنظلة في لوحات ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حنظلة في لوحات ناجي العلي   حنظلة في لوحات ناجي العلي I_icon_minitimeالخميس أبريل 09, 2009 1:04 pm

مشكوووووووووورة ران

الى الأمام ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الذكريات
مشرف
مشرف
الذكريات


عدد المساهمات : 559
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
العمر : 34

حنظلة في لوحات ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حنظلة في لوحات ناجي العلي   حنظلة في لوحات ناجي العلي I_icon_minitimeالخميس أبريل 09, 2009 3:15 pm

موضوع رائع يا ران مشكوووورة كتيييير

بالتوفيق دائما

تحيااات 00000 الذكريات 0000 pale
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ران_الفراشة الحالمة
عضو فعال
عضو فعال
ران_الفراشة الحالمة


عدد المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 20/03/2009
العمر : 31

حنظلة في لوحات ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حنظلة في لوحات ناجي العلي   حنظلة في لوحات ناجي العلي I_icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2009 8:14 am

مشكورة الجريحة ...ومشكور الذكريات

على مروركم وردودكم الحلوة ........سعيدة بردودكم الحلوة ........

بالتوفيق ........نورتوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حنظلة في لوحات ناجي العلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حنظلة يُعرّف بنفسه...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
غروب الشمس :: المواضيع العامة-
انتقل الى: